المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
ماذا بعد العقول والأموال؟
ماذا بعد العقول والأموال؟
12-30-2011 08:18


من التحديات التي ستواجه أداء وفعالية القطاع الحكومي والأهلي في المملكة ضعف المتابعة والتنسيق، فالميزانيات والمشاريع كبيرة وكثيرة ولكن نسبة المتعثر منها والبطيء الذي يعمل بصورة غير مناسبة أيضا بالمقابل كثيرة، والأفكار التي تصدر عن مجالس المناطق واللجان الفرعية والهيئات الأخرى جميلة وسترفع من مستوى المعيشة ونوعية الخدمات، وتحسن الحياة لو أنها ترى النور على أرض الواقع ويستفيد منها الناس بدل ما تركن وتخبأ في الأدراج وعلى الرفوف من باب الإهمال وسوء المتابعة وعدم وجود آليات تنفيذية وراء أي قرار أو فكرة أو مشروع.
المهم الحكاية وما فيها أن الأمور عادة ما تكون مبتورة ولا تمزج كاملة بعدم وجود آلية تنفيذية ومعايير تقيس الأداء والنمو وتبين مستويات ودرجات التقدم لأي فكرة أو مشروع فلن يرى النور أو يعيش بدون أذرعة وأجنحة وكثيراً ما نسمع عن إدارات باسم إدارات المتابعة ولكن في الحقيقة هي إدارات لمتابعة حضور وانصراف الموظفين أو للتحقيق في بعض المخالفات، فالعملية لا تحتاج إلى إدارات عامة أو أقسام بقدر ما تحتاج إلى تحديد آلية للمتابعة مع كل فكرة أو مشروع أو إجراء، ومن هذا المنطلق فالكثير يعلم أن التوصيات والقرارات والآراء والأفكار التي تصدر عن المؤتمرات واللجان لا تنفذ أو تنفذ بطريقة لا تتناسب مع الهدف منها لذا نرى حاله من الاعتقاد السلبي والإحباط عند الكثير من المشاركين في مثل تلك الفعاليات والأنشطة بأن ما يقدمون بها مجرد حبر على ورق وتنتهي العملية بانتهاء الحدث والانفعال معه.
ومن جهة أخرى، نجد أن سوء التنسيق بين القطاعات الخدمية وغيرها من أخطر ما يعيق المشاريع ويبطئ من تنفيذها فالظاهرة التي نشاهدها الآن في ظل النمو الحاصل للمشاريع والبرامج تبادل التهم حول عملية التنسيق، وأصبحت كل مؤسسة أو جهة عندما يضيق عليها الخناق تبرر سوء أدائها بإسقاطه على جهات أخرى بدون أن تقدم حلولا، وأصبح بعض المسؤولين يبرر تقاعسه وضعف إدارته وبلادته في تحسين أداء جهازه أو مؤسسته بأن المشكلة ليست عنده وأن السبب في مراوحته مكانه هو الجهة الفلانية التي لم تنسق معه، إلى درجة أن المواطن أصبح لا يتمتع بالخدمات التي هي من أولويات حقوقه إلا بعد أن يدوخ السبع دوخات ويتفل العافية وهو يستجدى فلان وعلان ويمتر الشوارع بالطول والعرض وهو يراجع معاملته، ولعل من آخر النكت التوجه إلى استحداث إدارات وأقسام لخدمات العملاء إذا اتصلت على أحدهم إما أن تنتظر بالساعات وأنت تستمع للرسالة الصوتية التي تبث على كيفها، وهي تقول إن جميع المآمير يؤدون الصلاة الساعة العاشرة صباحا أو بعد الظهر إلى العصر، وإذا حالفك الحظ ووصلت لمن يخدم العملاء تخرج من المولد بلا حمص، وأكثر ما يخدمك به أن يقول لك راجع الإدارة الفلانية ترى الحل عندها فبدل تمتير الشوارع تدخل في قصة جديدة أبطالها مأمورو السنترالات والخطوط المجانية ومن صناديق الشكاوى إلى لعبة جديدة اسمها الاقتراحات والشكوى على المواقع الإلكترونية لتلك الجهات التي لا تحظى بأي اهتمام أو حتى اطلاع أو تحديث من باب سد الذرائع واللوم وأن جمع القنوات والاتصالات إنما وضعت لخدمة المواطن ولكن حتى إشعار آخر.
الموضوع يشكل مختصرا يمكن حله بالربط الإلكتروني واستخدام ما يسمى ببرامج متابعة الأعمال. (workflow).

www.aleqt.com/2008/11/17/article_164884.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 302


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (19 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.