المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
ماذا تريد الصحة النفسية من الإعلام؟
ماذا تريد الصحة النفسية من الإعلام؟
12-31-2011 05:55



حتى نطلب من أي مجتمع أن يتعامل بوعي مع صحته الجسدية أو النفسية فلا بد أن توفر له القاعدة السلوكية من خلال الواقع، وحتى يطلب من وسائل الإعلام تثقيف المجتمع بالأمراض النفسية فلا بد أن نتساءل نحن الممارسين للصحة النفسية هل الصحة النفسية مجرد اسم ومبان أم ممارسة وبرامج يلمسها ويشعر بها المجتمع عن قرب؟
مرافق الصحة النفسية في بلدنا أصبحت دورا للإيواء واستغلت للتزود بالمهدئات وراحة محارب للمخدرات، ومعظم مواردها المالية تنفقها على علاج المرضى المنومين، وهي في حالة طوارئ مع المجتمع، وأغلب برامج التأهيل لديها أقل من متواضعة وليس لها هدف واضح، وما يسمى بالعلاج النفسي مجرد وصفات أدوية وبرامج العلاج النفسي الأخرى اختزلت في الاختبارات النفسية، والبحث الاجتماعي التي شُغل بها الإخصائيون النفسيون والاجتماعيون على حساب تطوير مهاراتهم العلاجية والإرشادية وبرامج التأهيل النفسي والاجتماعي.
ماذا يريدون من الإعلام وهم ما زالوا لا يعرفون ماذا يريدون، ولا يرغبون في التخلي عن مصالحهم الشخصية الإدارية على حساب العلم ومتطلباته، لدرجة أن أحدهم ومن قلة المؤهلين في الإدارة الصحية يدير منصبين للصحة النفسية في وقت واحد.
ماذا تريد الصحة النفسية من الإعلام وهي ليست من أولويات الكثير من قياديي الصحة، وما ينفق عليها من موارد مجرد تحصيل حاصل وتقديم خدمة أقل من متواضعة.
ماذا تريد الصحة النفسية من الإعلام وهي ما زالت لا تطبق مفهوم الصحة النفسية الذي ينص على أنه ليس مجرد غياب الاضطرابات النفسية، بل هو حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيف مع حالات التوتر العادية، والعمل بشكل منتج ومفيد، والإسهام في مجتمعه المحلي.
هل تريد الصحة النفسية احتواء الإعلام وتغطية النواقص وإشغاله في اتجاه آخر؟ أم هل تريد أن يقوم بما لم تقم به من أساسيات وأن يقنع الناس بأن هذه هي الصحة النفسية وأن عليه القناعة، وتفهم أدوار الصحة النفسية بأنها هي تلك الأدوار التي لا بد أن يقبل بها.
حتى اليوم لا يوجد جمعية علمية للصحة النفسية، سواء عامة أو متخصصة في كل تخصص من تخصصات الصحة النفسية، بل مجرد لجان تكرر الأسماء فيها وهم يفكرون ويتخذون القرار نيابة عن بقية التخصصات ومن يعارضهم، فهو إنسان غير مرغوب فيه.
هل تريد الصحة النفسية من الإعلام أن يكون قسما لعلاقاتها العامة، كما يحدث لمنظمة الصحة العالمية. أعتقد أن على مجلس الشورى مراجعة ملف الصحة النفسية في البلد بوجود خبراء قياديين من جميع تخصصات الصحة النفسية ومعينة الحقيقية على أرض الواقع، ورحم الله إنسانا عرف قدر نفسه.

www.aleqt.com/2009/04/20/article_218537.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 464


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (19 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.