المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
متلازمة الإعفاء من المنصب؟!
متلازمة الإعفاء من المنصب؟!
12-31-2011 06:03




عندما يصل الإنسان إلى الاعتقاد بحتمية التحول في حياته والحياة بصفة عامة يكون أكثر توافقا وتقديرا لذاته، وعندما يكون الإنسان جاهزا لأي احتمال من احتماليات التحول في الحياة كالموت أو العجز أو فقدان الوظيفة أو أي كارثة فهذا يعني أن إيمان الإنسان بالله وبقضائه وقدره على درجة عالية من القوة، إلى جانب أنه شخص يؤمن بأن الحياة لا بد أن تسير على نظام وخطط استراتيجية وخطط لمواجهة الأحداث والكوارث، والأخذ بمبدأ أسوأ الاحتمالات والتوقعات، وفي هذه الحالة سيؤمن لنفسه إحدى مقومات الحصانة لحماية صحته النفسية والاجتماعية والجسدية ولحماية نفسه أيضا من الحاجة إلى الدفاعات اللا شعورية التي منها ما هو إيجابي وسلبي.
الوظيفة كدور أو مسمى لم تُوضع إلا لكي يُفصل الإنسان منها فمن غير المنطق أو الواقعي أن يُخلد إنسان في وظيفة ما فإذا، لم يُفصل أو ينفصل أو يتحول إلى وظيفة أخرى لا بد في النهاية أن يفصله الموت عن وظيفته، وهذه الحتمية في مجتمعاتنا الأكثر عاطفية والتي لا تستطيع الانفصام العاطفي قد تمرض وتعاني عدم القناعة والتصديق، بهذه الحتمية وتكون عملية التحول في حياتها أشبه بالكارثة، مع العلم أنه لا يوجد إنسان على هذه الأرض إلا مرت عليه أو ستمر عليه بشكل حتمي حالة من اليأس والحزن والاكتئاب نتيجة لحتمية فقدان أحد أقاربه أو أصدقائه أو زملاءه، إذاً، ما دام الأمر كذلك فلماذا تتحول الأمور إلى كارثة عندما يعيش أحدنا مرحلة التحول الوظيفي وهنا أقصد بها الوظيفة المؤسساتية؟!
الفضل يعود إلى الذين يقودون أنظمتنا الإدارية بضبابية وذاتية وتمركز حول الذات وتصل بهم الأنا إلى مرحلة التضخم لدرجة أنهم أول من يصدقون كذبة الخلود في المنصب، هم أول من يقع في فخها ولكن بعد خراب مالطا.
ألا ترون أنه من الأفضل قبل أن تقتل صحتنا النفسية أن نؤمن بحتمية الفصل من الوظيفة وأن نقدم إعفاءنا من باب بيدي لا بيد عمرو على أمل أن نصحو من نومنا ويتحقق الحلم الجميل بإدارة سوية، ولعلها تكون دعوة للمزيد من الإعفاءات الصحية.

www.aleqt.com/2007/11/10/article_10550.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 342


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (19 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.