مــاذا لــــو ؟!
07-05-2014 04:52

في حياتنا كلمات تغير مجرى الحياة مثل كلمة " لو " ممكن تقول يا ريت " لو " ترجع أيام زمان أو لو باقي يوم في حياتك، وعادة ترتبط الكلمة بالحزن والعودة إلى الماضي والجزع من المقدر وربطت بعبارة تفتح عمل الشيطان، لأنها تدعو للحزن وعدم الإيمان بالقضاء والقدر.
ومن جهة أخرى تستخدم كلمة " لو " لبيان الخير والمحبة والتطور والتنافس الايجابي، وفي معجم المعاني تعني " لو " أنها حرف شرط غير جازم يفيد التعلق في الماضي أو المستقبل، وأيضا للتمني والدعاء وأيضا الحض والحث على القيام بعمل ما، وكذلك التعميم.
الملاحظ في تعاملاتنا الحياتية أن " لو " عادة ترتبط بالمحصول اللفظي الذي له علاقة بالسلبيات وربطها بالشيطان وتصبح جزءا من كلامنا اللا إرادي.
وعندما نربطها بالجوانب المعرفية السلبية تصبح تبريرا من التبريرات اللاشعورية التي نلطف بها مشاكلنا وأساليب اتخاذنا القرار ونوع من التهدئة والرضا بالواقع دون النظرة إلى المستقبل والأخذ بالأسباب والتحوطات والخطط البديلة، بل إن المجتمعات بدائية التفكير التي لا مجال فيها للإبداع والخروج عن المألوف تستخدم مثل هذه العبارات للتقليل من الهمم والانجازات والاعتقاد ان الإنسان مسير فقط وليس مخيرا أيضا.

وهذه الكلمة على أنها صغيرة، إلا أن دلالاتها كبيرة ومتعددة المعاني ودلالات على مستوى الشخصية والتفكير.
أما الشخصية الاكتئابية والمحبطة عادة تسقط همومها وأحزانها وآلامها وآمالها على " لو " سواء على مستوى تعميم السلبيات أو التبكي على الماضي وإيقاظ الأحاسيس والمشاعر السلبية التي تغذي الاكتئاب والإحباط وعدم التفاؤل والركون.
على المستوى الاستراتيجي ونهضة الشعوب واستمرارية العطاء نجد أن كلمة " لو " لها بعد استراتيجي تحوطي يكفل للشعوب استمرار الحياة الطيبة إلى جانب الاستعداد لأي هزات أو كوارث سواء بيئة أو اقتصادية أو اجتماعية.
فعادة ما يسأل المخططون والاستراتيجيون والقادة المتميزون أنفسهم دائما أو من حولهم سؤالا: ( ماذا لو ) ونحن نسال أنفسنا دائما: ماذا لو توقفت إمدادات النفط أو نضب أو لم يعد له سوقا رائجة؟
وماذا لو توقفت محطات التحلية لأي سبب من الأسباب؟ وماذا لو قرر عمال النظافة في المدن مغادرة البلاد؟ وماذا لو توقفت إمدادات القمح أو إمدادات الدواء أو السلع الأساسية؟
وماذا لو قرر العاملون في مدننا الطبية من المتعاقدين العودة إلى ديارهم لأي سبب ما؟ وماذا لو كان هناك حرب إقليمية أو عالمية... إلخ؟
وأيضا على المستوى الشخصي ماذا لو فقدت العمل؟ وماذا لو قرر أحد الشريكين الطلاق؟... إلخ.

وفي هذه الحالات هل سنقول: إن " لو " من عمل الشيطان أم واجب مقابل استخلافنا في الأرض ومسئولية وطنية واجتماعية تجعلنا نتبعها " بلا بد " أن نفعل كذا وكذا أو نحضر أنفسنا للقادم بإيجابياته وسلبياته؟



لمشاهدة المقال من جريدة اليوم صفحة الرأي انقر على الرابط التالي
http://www.alyaum.com/News/art/128547.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 322


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (19 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.