المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
وأخيراً نتحدث عن مراقبة العدوى!!
وأخيراً نتحدث عن مراقبة العدوى!!
07-05-2014 05:10

البشرية تمر بالكثير من التحديات التي تهدد بقاءها سواء جراء الأحداث والحوادث وأيضا الأمراض المزمنة والأوبئة ولولا ثورة التطعيمات لهلك الكثير من البشر بسبب الفيروسات.
الكثير من الدول المتقدمة تنفق المليارات من دخلها القومي على الطب الوقائي ومراقبة ومكافحة العدوى سواء في المستشفيات أو في البيئة التي يقطنها الناس.
وتعتبر مكافحة العدوى من الأولويات خاصة في الأماكن المغلقة كالمستشفيات، لأنها أفضل بيئة للعدوى ومن القصص المثيرة للاهتمام والانتباه ما حدث لرئيس الوزراء البريطاني عندما كان يهم بزيارة أحد المستشفيات وبرفقته الصحفيين عندما منع أحد مراقبي العدوى من الدخول ومن برفقته لأنهم لم ينفذوا الاحتياطات اللازمة من ملابس وحماية الكاميرات .. إلخ، التي تمنع من انتقال العدوى منها إلى بيئة المستشفى ومن ثم المرضى.
المهم مكافحة العدوى في المجتمع أو في المنشآت الطبية ليس موضوعا جديدا أو غريبا خاصة على كل من يعمل في القطاع الخاص، وحدثت فيه تطورات كبيرة، ومنذ سنوات ماضية سنت دول كثيرة قوانين وأنظمة تنظم وترتب عمل فرق مكافحة العدوى، وعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة الأمريكية هناك 29 مادة (قانون اتحادي) تنظم مهام وأعمال مكافحة العدوى.
وعندما نقول: قانونا اتحاديا فهذا يعني الزامية هذه القوانين على جميع الولايات المتحدة الأمريكية، وليست قوانين خاصة بولاية وتختلف في ولاية أخرى، بل إنها شاملة وعامة، هذا الاهتمام بهذا الجانب لم يأت من فراغ إنما لإدراك فداحة انتشار الأوبئة أو الأمراض وسهولة انتقالها وإصابة الناس بها.
نحن اليوم أمام تحد حقيقي في مكافحة كورونا، والعالم ينظر لنا ويترقب كيف نتغلب عليه، خاصة أن لدينا كافة الإمكانات سواء البشرية أو المادية، فضلا عن الخطط والأنظمة.
غني عن القول: إن هناك خللا وإهمالا تباطؤا إذا صح التعبير في مراقبة ومكافحة هذه العدوى، ورغم هذا كان على الطب الوقائي وغيره التحرك بفعالية وسرعة. المثير للدهشة أن تكون بيئات المستشفيات حاضنة لمثل هذا المرض، وتكون ناشرة لهذا الفيروس، رغم أن هناك معايير للتعقيم لا تخفى على جميع العاملين في أي مستشفى.
ولو ألقينا نظرة سنكتشف أن الاهتمام بنظافة ونقاء وخلو بيئة المستشفى من الأوبئة بدأت منذ عقود طويلة، ولن أذهب بعيدا فحسب موقع ويكيبيديا فإن الدراسات المستقلة لكلٍ من إيجنز سيملويس تمت في عام 1847 في فيينا، ودراسة السير أوليفر ويندل هولمز في عام 1843 في بوسطن وجدت رابطاً وصلةً فيما بين نظافة أيدي العاملين في قطاع الرعاية الصحية وانتشار الأمراض المنتقلة عن طريق المستشفيات.
لذا أصبح غسل اليد إجراءً إلزامياً في معظم منشآت الرعاية الصحية، بالإضافة إلى أنه أصبح مطالباً به من قِبَلِ تشريعات وتنظيمات العديد من الولايات المختلفة والمحلية كذلك.
نحن نتحدث عن نقطة صغيرة تم التغافل عنها أو تجاهلها في كثير من مراكز الرعاية الصحية الأولية لدينا وتم تجاهلها حتى في كثير من المستشفيات الكبرى، فضلا عن القطاع الخاص، نقطة صغيرة تتعلق بتعقيم الأيدي.
العالم منذ عقود طويلة ومنذ القرن قبل الماضي حسمها ونحن حتى اليوم ندخل بعض مراكز الرعاية الصحية ولا نجد أي طريقة للتعقيم، مع عدم وجود اهتمام وجدية بإجراءات التعقيم ومراقبة العدوى الصارمة، بل قد تشاهد بعض الأرضيات متسخة.
إذا كيف تكون لدينا برامج لمكافحة العدوى قوية؟ وكيف تكون لدينا برامج لمطاردة الأوبئة ومكافحتها ناجحة، وقد تحولت البيئة الطبية نفسها لناقل لهذا الفيروس.
نحن بحاجة لمنح مراقبي الصحة الوقائية، ومن في نطاقهم صلاحيات واسعة للدخول لأي منشأة طبية وإغلاقها في حال عدم التزامها بمنظومة واضحة ودقيقة سواء في النظافة أو في الاحتياطات لمنع الفيروسات من الانتشار. وتفعيل برامج الاعتماد لتكون أكثر حزما ومصداقية، فمن غير المعقول والمقبول أن نتحدث عن إنجازات وإنفاق وفي بلد غني بماله وأهله وفي القرن الواحد العشرين ومازلنا نخوض ونلعب حول أهمية مراقبة العدوى من عدمها، وهل هي موجودة أم ضعيفة أم ماذا؟




لقراءة المقال من المصدر انقر على الرابط التالي
http://www.alyaum.com/News/art/140155.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 301


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (19 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.