المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
مواطن صالح، وحوار، وحقوق إنسان.. أين نحن؟!
مواطن صالح، وحوار، وحقوق إنسان.. أين نحن؟!
08-20-2014 11:49

اليوم المملكة الحديثة تسعى إلى غرس مفهوم الدولة الوطنية التي تستوعب جميع الانتماءات المجتمعية كالانتماء الطبقي والقبلي والطائفي من منطلق مسئولية الحفاظ على الوحدة الوطنية وترسيخ مفاهيم المواطنة بعد أن تجاوزنا مرحلة الوطنية والانتماء للوطن.

وعلى نفس الاتجاه وبشكل متواز هناك مواطنون كما يبدو أنهم ما زالوا خارج السياق من خلال الكثير من الممارسات السلوكية والمسلكية والفكرية التي لا تؤمن بحقوق الانسان او بمعنى آخر بحقوق الآخر، وكما يبدو فإن هؤلاء استمرؤوا مثل هذه السلوكيات بشكل يومي في حياتهم العامة ولم يكن هناك مانع او وازع قيمي او أخلاقي او حضاري.

اليوم عندما يشوه أحدهم الصورة الحضارية والقيمية باستباحة قطع الاشارة المرورية والتعدي على حقوق الناس وكرامتهم وسمعتهم أو عكس الشارع ورمي النفايات من نافذة سيارته.. إلخ. من السلوكيات التي لا تعد ولا تحصى وفي نفس الوقت يمثل ذلك الرجل العابد التقي ويصلي ويصوم فأي نوع من أنواع الفصام والفساد الذي يعانون منه.

وعلى ضفة أخرى كدادة الفلوس وأحب أن أقول للملهوثين وراء الفلوس على حساب أنفسهم وقيمهم أنت لا تملكها فما تملك من الملايين لن يتعدى الأكل ومتطلباتك اليومية والباقي يروح للبنوك لتشغيلها وتضخيمها وبناء مقراتها ودفع رواتب موظفيها وفي الأخير أنت تعمل للآخرين، وينطبق ذلك على المهووسين بالمناصب والبحث عن القوة لاستخدامها في غير هدفها وجميعهم ستكون سلة مهملات التاريخ في انتظارهم إذا لم يكن لهم دور وطني ملموس ويمارسون الوطنية الحقيقية.

المملكة والمجتمع السعودي يواجه اليوم الكثير من التحديات الاجتماعية والفكرية والسلوكية والإقليمية وأكبر تحد هو تحدي المواطنة ومقاومتها لأنها هي التهديد الحقيقي للهوية الثقافية وزعزعة الاستقرار، وهي ما يعزز ضعف هيبة القانون والنظام وعدم تقبل مبدأ الثواب والعقاب وضعف الإنتاجية والتعدي على حقوق الناس وعدم احترامهم.. ومن يعتقد بهذا التوجه أو يتبناه سلوكيا ربما يعاني من السفه وعدم النضج العقلي والانفعالي لأنه يتعدى ويتجاهل قيمه الاجتماعية المتوارثة من الأصل التي تدعو إلى تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وإلى احترام الثوابت والأعراف الاجتماعية.

نحن اليوم نواجه التحديات بالكثير من الآليات والادوات ومنها الحوار انطلاقا من مركز الملك عبدالله للحوار الوطني، كون الحوار هو الوسيلة والاداة لتحقيق اكتساب الفرد المعرفة المدنية من خلال التعليم والتدريب والقانون وحقوق الانسان وتنمية القيم والاتجاهات التي يحتاجها الفرد ليكون مسئولا وصالحا بحقوق ذاته والاخرين ويؤمن بالمساواة والكرامة والمشاركة المسؤولة.

ولكن إذا أردنا ان يحقق الحوار أهدافه فلا بد أن نعزز ونرسخ ونزرع الجانب القيمي لدى الأفراد منذ الصغر وهناك العديد من الوسائل كون تعزيز القيم الوطنية يحتاج إلى الإجابة عن تساؤلات عديدة ومنها كم من المواطنين يعرفون تفاصيل تاريخ المملكة والنظام الاساسي للحكم الذي هو دستورنا المدني بعد الكتاب والسنة والانظمة العدلية وأنظمة حقوق الانسان والمرور... إلخ. من الانظمة والقوانين الوطنية. وما مستوى فهم المواطن بالمشكلات الاجتماعية والتحديات والحقوق والواجبات؟ وما مدى التزامه بجوانب التنمية والمهارات الاجتماعية والمشاركة في الاعمال التطوعية والمشاركة الايجابية في تقدم المجتمع واحترام معتقدات الاخرين والتحلي بقيم التسامح والسلام وحقوق الانسان؟.. أعتقد هذه ببساطة مواصفات المواطن الصالح.



لقراءة المقال من المصدر انقر على الرابط التالي :
http://www.alyaum.com/article/4005510

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 724


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (20 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.