المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
الحاجة لهيئة مستقلة للابتعاث باتت ملحة!!
الحاجة لهيئة مستقلة للابتعاث باتت ملحة!!
08-23-2014 07:35

في أضخم مشروع تعليمي ثقافي يجتاز مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث مرحلته العاشرة الذي يمكن وصفه بكرة الثلج المعرفية التي طالت كل القارات.

الحقيقة المشروع أكبر من كونه دراسة وسوق عمل بل هو مشروع ثقافي وتلاقح للأفكار مع مجتمعات وثقافات مختلفة كان لها السبق في الكثير من المعارف وتطويرها.. وعندما تختزل هذا المشروع التطويري في الحصول على قبول ودعم مالي ثم تخرج للبحث عن وظيفة فإننا نظلم أنفسنا قبل أن نظلم الوطن... ومن يدور حول هذه الدائرة المغلقة والقاصرة كأنه ينكر ما يشهده العالم من انفتاح ثقافي ايجابي ومعلوماتي فرضه الواقع... فالعالم اليوم كما يقال قرية صغيرة والثورة المعلوماتية قربت بين كافة الشعوب وجمعتهم في سحابة واحدة والعزلة لن تؤدي إلا للاكتئاب والمزيد من الامراض المعرفية.

اليوم هذا المشروع التنويري حقق نجاحا منقطع النظير وهناك إشادة دولية ومجتمعية تؤكد أنه مشروع القرن ومن يربط ما بين نجاح المشروع وأهدافه السامية وبين سوء الاستفادة منه أو استقلاله فكريا وسلوكيا وماديا فإن عليه أن يعيد حساباته وترتيب أوراقه بشكل عقلاني ومنطقي.

المشروع نظرا لضخامته واتساعه وتنوعه مر بالكثير من محاولات الصح والخطأ ابتداء من إدارته إلى القفز فوقه واعتلاء منصته والمزايدة عليه ومثل هذه السلوكيات هي من شوشت على المشروع ولكن المشروع من حيث المقومات كان مشروعا قويا وضخما ولو كان المشروع هشا لما صمد هذه الفترة.

المهم هذا المشروع يحتاج اليوم إلى الخروج من الاطار التقليدي في تقييمه والتعاطي معه وربطه ببعض السلوكيات والمخرجات وكأنه مشروع ضمان اجتماعي تعليمي مهني فقط ويكون همنا كيف ينضم الطالب أو الطالبة إليه، وماذا يدرس، وهل يوجد وظيفة بعد تخرجه أم يجلس في البيت، وهل هو فاشل أو ناجح... إلخ. فاليوم الوظيفة الحكومية لم تعد الضمان الاجتماعي وأصبح هناك تغيير وإعادة للهيكلة الفكرية لسوق العمل من أن الوظيفة التقليدية هي الضمان للحياة والمعاش إلى مفهوم وظيفة الإنسان في الحياة ودوره المستقل في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقدير الذات وأنه هو الضمان الحقيقي والمستمر لتحقيق الأمن المعيشي، وبالتالي فإن التوجه إلى المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة هي الخيار القادم الذي يحقق الإنسان من خلاله ذاته ويتخلص من أسر الوظيفة التي لم تخلق إلا لكي نفصل منها يوما ما، وإذا أخذنا بهذا التوجه فإن مشروع الابتعاث يجب أن يتجه في نفس الاتجاه وأن تكون هناك مرونة وحرية في توظيف مخرجاته بحيث نتجه نحو تأهيل وتطوير القوى البشرية لتأسيس وإدارة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة وليس الوظيفة التقليدية.

اليوم بوصلة سوق العمل ستتغير من مفهوم سوق العمل السلبي الذي يعرض الوظيفة المتاحة في القطاع الحكومي والخاص وينتظر التقدم لها مئات الآلاف ليختار العشرات إلى سوق العمل الايجابي الذي يصنع الوظيفة ويقدم خيارات غير تقليدية تصب في مجال الاقتصاد المعرفي واقتصاديات الخدمات وبناء فرصة متجددة وجديدة للعمل والإنتاجية وليس للوظيفة كوظيفة تقليدية فقط.

اليوم وحتى يحدث تغييرا هيكليا يتناسب مع المرحلة القادمة فإن ذلك يتطلب ان يتحول هذا المشروع إلى كيان مؤسساتي مستقل على أن يكون هيئة مستقلة تحت مسمى هيئة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث، وان يخصص لها صندوق للإيرادات والمصروفات والاستثمارات وأن تتفرغ الملحقيات الثقافية لدورها الثقافي وليس التعليمي وتعزيز التبادل الثقافي مع دول العالم على أن ترتبط بوزارة الثقافة والإعلام كما كان مقررا لها سابقا.. وللحديث بقية.


لقراءة المقال من المصدر انقر على الرابط التالي:

http://www.alyaum.com/article/4008844

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 341


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (21 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.