المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
عندما يسمو الإنسان يسمو الوطن!!
عندما يسمو الإنسان يسمو الوطن!!
09-25-2014 12:40

كتاب «في سبيل الحق» من تأليف الماهاتما غاندي، سرد خلاله العديد من القصص التي صادفته في حياته، يقول في إحدى تلك القصص إن السلطات الاستعمارية فرضت على الهنود دفع ضريبة نقدية، فاعترض الأهالي الفقراء اعتراضا شديدا، ما جعل الحكومة تعد بإلغاء هذا القانون خلال عام واحد، لكن لم يحصل شيء وبقي الناس يدفعون الضريبة رغم فقرهم المدقع وإن لم يفعلوا فالسجن في انتظارهم. لذلك قرر المواطنون الجهاد، والجهاد هنا يعني الامتناع عن دفع الضريبة مهما كان التهديد.. ما دفع النساء أيضا إلى خوض هذا التحدي، وكعقوبة على هذا التمرد سجنت السلطات المحتلة المطالبين بإلغاء هذه الضريبة، وكان من بينهم فتاة لم تتجاوز الـ 16 تدعى فالياما. بعد مدة خرجت من السجن لكنها كانت هزيلة جدا، ومصابة بحمى قاتلة بسبب الأوضاع السيئة التي كانت في السجن من الطعام الرديء إلى العمل المتواصل الشاق في الغسل والكنس وغيرها من الأعمال القاسية، فالياما التي زارها غاندي وهي على فراش المرض سألها قائلا: ألا تأسفين على ذهابك إلى السجن؟ فأجابته: إنني مستعدة لأن أذهب إلى السجن مرة أخرى. فعاد غاندي يسألها: ألا تخشين أن يؤدي ذلك إلى موتك؟ فكان جوابها: إني لا أبالي. فمن ذا الذي لا يحب أن يموت من أجل الوطن؟. وغني عن القول إن فالياما أسلمت روحها إلى بارئها بعد فترة قصيرة من حديثها مع غاندي، رغم الطبقية والعنصرية والفقر وسوء الأوضاع البيئية والاجتماعية وسوء التعليم، بقيت فالياما تحب الهند أرضها.. لا لشيء، إنما لأنه الوطن.

اليوم نحتفل بمرور 84 عاما على توحيد وتأسيس بلادنا الحبيبة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، وهذا يعني أننا اجتزنا بنجاح مرحلة من الوطنية وهي الاتفاق والوحدة والمحبة والسلام والأمن والرخاء والاستقرار.

اعتقد اليوم بعد النجاح الذي حققناه في وطنيتنا نحتاج إلى كسب المزيد من النجاحات في مواطنتنا وبالتالي غرس وممارسة المسؤولية الاجتماعية كواجب فردي.

المرحلة هذه من ممارسة الوطنية والمسؤولية الاجتماعية تتطلب إعادة هيكلة مفاهيمنا تجاه الوطن ابتداء من البيت مرورا بالمدرسة ثم العمل والإنتاجية، وهذا يعني أن تراب الوطن هو المادة التي نعمل من أجلها وليس المفهوم الآخر الضيق للمادة المحصور في الفلوس والراتب، وأعتقد الحر تكفيه الإشارة!..

المسؤولية الاجتماعية هي نقلة في مفهوم المواطنة الحقة وهي لم ولن تكون عملا تطوعيا بل واجب تجاه الوطن، والخدمة الاجتماعية جزء لا يتجزأ من المسؤولية الاجتماعية وهو ما تقوم به بعض الشركات والبنوك والمتطوعين.

اليوم الوطني فرصة للمراجعة وإعادة الحسابات مع أنفسنا وسؤالها هل نحن راضون عن أنفسنا تجاه ما نقدمه للوطن؟ وهل نحن فعلا نمارس المسؤولية الاجتماعية كواجب، لنحضر ورقة وقلما وندون الأفعال التي نقوم بها في هذا الإطار يوميا وأسبوعيا وكل شهر وسنة وإذا كنا راضين وصادقين عندئذ نستطيع أن نفتخر بأنفسنا ونوقع اعتمادنا في سجل المواطنة الصالحة.

لقراءة المقال من المصدر أنقر الرابط التالي:
http://www.alyaum.com/article/4016617

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 376


خدمات المحتوى


د.عبد الله الحريري
د.عبد الله الحريري

تقييم
1.00/10 (20 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.