أجزم بأن لدى الكثير منا ضبابية أو عدم وضوح ومعرفة كافية للأدوار الحيوية التي تقوم بها مصلحة الجمارك العامة، وفي الحقيقة ليست مثل هذه الضبابية هي المعضلة الكبرى رغم أهميتها وأهمية أن نكون على درجة عالية بالأدوار الحيوية التي تقوم بها أي جهة حكومية في خدمة بلادنا بصفة عامة، لكن المشكلة إذا صح تسميتها بالمشكلة هي تغييب الدور الهام الذي يقوم به رجال الجمارك على كافة منافذ بلادنا الحبيبة، وهي حدود كبيرة وشاسعة جدا كما نعلم جميعا وتتطلب السيطرة عليها يقظة دائمة وحرص ووطنية كبيرة وعظيمة، والمدهش بحق في رجال الجمارك أنهم يقومون بمهام متعددة وكل دور من هذه الأدوار والمهام بالغ الخطورة وعظيم بكل ما تعني الكلمة، على سبيل المثال هم يساهمون بدور حيوي وهام من الناحية الأمنية، وفي الجانب التجاري، والاقتصادي، فالجمارك تدعم اقتصاد البلد بشكل كبير ولا يعلمه الكثير من الناس، فمن خلال تصفحي التقرير السنوي الصادر من مصلحة الجمارك العامة، أنه بلغت الإيرادات من الرسوم الجمركية خلال العام الماضي 2013م مبلغ ( 24.8 ) مليار ريال بزيادة عن العام الذي قبله 8%، وإذا تحدثنا عن الدور التجاري فرجال الجمارك يعملون ليل ونهار لحماية أسواقنا من المنتجات المغشوشة، ولعل الدهشة ستصيبكم إذا علمتم أنه خلال ثلاثة أشهر فقط من العام الحالي ضبط رجال الجمارك 25 مليون وحدة من مواد مغشوشة ومقلدة، كما أنهم رفضوا دخول 28 مليون وحدة لعدم مطابقتها المواصفات والمقاييس. أما إذا تحدثنا من الجانب الأمني فلكم أن تعلموا أن رجال الجمارك يضبطون كميات من المخدرات والحبوب المخدرة والخمور وغيرها، وعلى سبيل المثال خلال ثلاثة أشهر فقط تم ضبط 33 مليون حبة مخدرة كانت في طريقها لمجتمعنا.

عندما أستعرض وأقف أمام مثل هذه الأرقام وأمام الفترة الزمنية القليلة، أشعر بتقدير بالغ لكل رجل من رجالات الجمارك، فالذي تدل عليه مثل هذه الكميات أن عملهم متواصل وجهودهم مستمرة، ويقظتهم لا تحتمل التواني أو التأجيل. كل هذا أضعه جانبا وأحيي أخلاقهم وتقديرهم لكبار السن في المنافذ والمطارات ومساعدتهم وعدم التعقيد وسلاسة إجراءاتهم، هذه الأخلاق تنم عن فهم لوظيفتهم ورسالتهم وأيضا دليل على الوعي والإدراك لدى هؤلاء المتميزين بمهام عملهم.

وبحق فإن رجل الجمارك، رجل شامل ومهامه عامة وتصب جميعها في مصلحة الوطن ورفاه مجتمعه، فهو رجل أمن وهو رجل التجارة وهو اقتصادي وهو قبل كل هذا مواطن مخلص يحب بلاده.. فتحية له من الأعماق.