المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
سخرية وعدم جدية في المحافظة على الطاقة والماء!!
سخرية وعدم جدية في المحافظة على الطاقة والماء!!
11-27-2014 12:31

لا أعلم إذا كانت الدهشة والاستغراب ستصيبكم وتتلبسكم تماما كما حدث معي خلال جلسة صاخبة في إحدى المناسبات الاجتماعية، وكان الحديث الذي تم طرحه للنقاش يدور حول أزمات المياه وانقطاعات الكهرباء، ورغم أن الموضوع تناوله أكثر من واحد باستفاضة خلال هذه الجلسة إلا أنه كان خاليا تماما عن الحديث عن نقطة أساسية هل يوجد هدر لمثل هذه الموارد غير المتجددة؟ هل يوجد لدينا وعي بأهمية الترشيد؟ جميع من كان يتحدث مع استثناء عدد آخر اكتفى بالصمت التام أمام سيل الأحاديث لمجموعة صادرت حق المتبقين بجزمهم أن الكلمة الوحيدة لهم وعدم السماح لأي صوت آخر بالانبثاق في حضرتهم- هذا موضوع آخر يتعلق بأدب الحوار- وعندما تداخل أحدهم وألقى بسؤال عفوي، كان بمثابة تفجير للجلسة، حيث قال، لماذا لا نلوم أنفسنا عن انقطاع الكهرباء المتكرر؟ فنحن السبب لأننا نهدر هذه الطاقة ولأن فاتورتها متواضعة أمام عبثنا وتبذيرنا لها؟

غني عن القول أنه ندم على مداخلته، وأيضا كما يقال بلع العافية، لن أنقل لكم الأحاديث التهكمية التي ألقيت عليه، ولن أعدد الغمز واللمز الذي تعرض له، لكنني وهناك آخرون من فئة الصامتين كان هذا درسا لنا بليغا بعدم الحماس والاندفاع مثل أخينا في الله، عموما كان بيننا من هم على قدر من الشجاعة وهي الفئة التي تمكنت من الاستئذان ومغادرة المكان. أحد التعليقات التي ألقيت خلال تلك الجلسة المشؤومة،: لا يوجد شيء اسمه ترشيد كهرباء إلا إذا تبغاني اجلس في الظلمة!.. وضج المكان بالضحك، وأعتقد أنه هنا مكمن ومربط الفرس كما يقال، وهو الجهل وإذا أردتم ترطيب الكلمة قليلا فنقول عدم المعرفة، فهذا الأخ ومعه مجموعة لا بأس بها يجهلون ولا يعرفون معنى الترشيد، إلا بالجلوس في الظلمة أو الجلوس في الحر دون مكيف، هذا الذي أسعفتهم به سنوات طويلة من الدراسة والتعليم!..

بين يدي خبر نشر قبل فترة من الزمن في الصحف السعودية عن مبادرة جميلة وخطوة رائدة وكبيرة قامت بها أمانة المنطقة الشرقية تتمثل هذه الخطوة الرائدة في استخدام تقنيات الإضاءة الموفرة للطاقة، في إنارة الشوارع ويقول الخبر إنها ستوفر 64% من الطاقة وهو ما يعني توفير مبلغ يتجاوز المليار ريال سنويا. -نعم مليار ريال سنويا سيتم توفيرها بواسطة عملية بسيطة وهي تحويل أنظمة إنارة الشوارع إلى هذه التقنية الحديثة– لن أدخل معكم في تفاصيل الخبر، وهو بحق ومفيد أن يتم الاطلاع عليه، والأهم تخفيف الضغط على الشبكة الالكترونية ولكن أتوجه نحونا نحن كأفراد، هل فكر أحدنا يوما باستبدال لمبات الإضاءة في منزلة بلمبات حديثة جديدة موفرة للطاقة؟، يقول البعض إنها مكلفة ماديا بمعنى مرتفعة السعر، وهذا قد يكون صحيحا، لكن هل تعلم أنك تدفع شهريا مبلغا يوازي قيمتها وأكثر، فلو قررت شراء لمبة موفرة للطاقة واحدة فأنت في الحقيقة كأنك استثمرت مبلغ فاتورتها الشهرية لتوفر لك مبالغ طوال سنوات قادمة..

لكن في الحقيقة لا ألوم المواطن وإن كنا جميعا مقصرين في هذا الجانب، لكنني أضع وكما يقال الكرة في ملعب شركة الكهرباء وهيئة تنظيم الكهرباء، فعليهما أن يتوجها نحو تصميم وإعداد برامج توعوية بوسائل مبتكرة وحديثة تصل للفتيات والشباب وتكون شاملة في مواقع التواصل الاجتماعي أو بواسطة برامج الاتصال الذكية وتخاطب الجيل الجديد المتعلم الذي مع الأسف يجهل كيف يرشد الكهرباء..

كذلك أتمنى على وزارة بحجم وزارة الشئون البلدية، أن تعمم تجربة أمانة المنطقة الشرقية على جميع أرجاء المملكة، على أن تشمل المساجد والمدارس والدوائر الحكومية فهذا أولا وأخيرا دور وطني يهمنا جميعا وهي طاقة لنا وللأجيال القادمة.

لمشاهده المقال من المصدر أنقر على الرابط التالي:
http://www.alyaum.com/article/4030102

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 322


خدمات المحتوى


د.عبد الله الحريري
د.عبد الله الحريري

تقييم
1.00/10 (21 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.