المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
الشخصيات السلبية العدوانية ماذا تفعل بعصا السلطة؟!
الشخصيات السلبية العدوانية ماذا تفعل بعصا السلطة؟!
01-22-2015 12:01

في مجال الصحة هناك أمراض تسمى الأمراض القاتلة الصامتة وبالمقابل في مجال السلوك البشري هناك أشخاص يقتلون الآخرين ولكن بصمت، وتزداد خطورتهم عندما يملكون السلطة ويتسلطون على حاجات واحتياجات الآخرين والمجتمع.

في تصنيف الشخصيات من حيث المهارات الاجتماعية هناك ما يسمى بالشخصية التوكيدية وهو الشخص الذي يتمتع بثقة في نفسه ويواجه الآخرين ويحاورهم بأدب واحترام دون المساس بكرامتهم ونفسياتهم ويقول ما يريد بشكل مباشر بدون لف ودوران، وعلى الضفة الأخرى هناك الشخصية السلبية أو غير التوكيدية وهذه الشخصية خائفة «لا تهش ولا تنش... ومع الخيل يا شقراء» ولكنه يعاني من القلق الدائم والخوف من الآخرين ويحاول أن يتجنبهم ويكره أو يتجنب المواجهات والحوارات ولا يستطيع أن يقول (لا) للآخرين، وهناك شخصية تجمع المتناقضات وهي الشخصية السلبية العدوانية التي نطلق عليها «ميه من تحت تبن»، وهذه أخطر الشخصيات وأكثرها أذى ويمكن أن توصف بالشخصية (السنيكي) أي الأفعى أو الثعبان هذه الشخصية لا تواجه وتحمل من الحقد والحسد الكثير ولكنها تطعن من الخلف فيضحك في وجهك، وعادة ما تكون ثقافته ضحلة ويعاني من نقص ما.. وهو بعيد كل البعد عن المهارات الاجتماعية الايجابية التي ذكرتها سابقا في الشخصية التوكيدية.

تخيلوا عندما يكون ذلك الشخص مسئولا وبيده سلطة وفي بيئة لا تحاسب؟!!...

المراقب أو الرقيب أو المسئول عندما يكون من تلك الشخصيات يعتبر كارثة على الدولة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نطلق عليه رجل دولة وخاصة عندما تتاح له الفرصة لينطلق على الناس ويكون جاهلا بالأنظمة والحقوق والقوانين والأعراف والتقاليد سواء إدارية أو اجتماعية وقد يدفعه جهله وصفاقته وشعوره بأنه في مأمن من المحاسبة إلى ارتكاب الكثير من الأخطاء والهدر المالي والمعنوي.. ولأنه غشيم وعنيد تنخفض لديه الكثير من المهارات الحوارية والأخذ والرد والنظر إلى الأمور من أبعاد مختلفة والتي عادة لا يجيدها إلا حكيم أو عاقل.. فحماقة هذه الشخصيات قد تطال مقدرات البلد إلى جانب الأذى على الآخرين.. ومع أنه وفي يوم من الأيام سيقع في شر أعماله فالموضوع موضوع وقت، ولكن حتى يقع ويحاسب أو لا يحاسب ما حجم الكوارث والآثار التي نتجت من أفعاله السلوكية طيلة حياته المهنية أو الاجتماعية ومن يحاسبه بأثر رجعي ويرجع الآثار التي ارتكبها في حق الآخرين وحق الوطن.

اليوم نحن أمام الكثير ممن يعانون من تلك المهارات وسمات الشخصية العدوانية السلبية في مؤسساتنا وهم من يعيق الإصلاح والتنمية كونهم يغردون خارج السرب بطريقة فيها تمحور حول الذات وأنانية تحد من نمو وتطور الآخرين، وقد يصعب كشفهم لأنهم يتحدثون عن المصلحة العامة كثيرا ويروجون لمخاوف وأخطار تقليدية عفى عليها الدهر ولا تتناسب مع الواقع ولا تحقق المنافسة المشروعة التي مصلحتها في آخر الأمر للجميع.

أعتقد من السهل أن نقيم أداءهم وسلوكهم عندما نصنع وزنا كميا لأعمالهم وأفعالهم وتحليلا لمضمون ومحتوى ما قدموه للبلد ونشوف عندما تتحدث الأفعال لا الأقوال.

لمشاهدة المقال من المصدر أضغط على الرابط التالي:
http://www.alyaum.com/article/4042558

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 507


خدمات المحتوى


د.عبد الله الحريري
د.عبد الله الحريري

تقييم
1.00/10 (23 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.