المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
إستراتيجياتنا أين هي؟ وما مصيرها؟!
إستراتيجياتنا أين هي؟ وما مصيرها؟!
03-05-2015 06:56

يشغل المجتمع والوزراء إذا تولوا الحقائب الوزارية موضوع الحرس القديم والحرس الجديد والفساد، وتأخذ هذه الأمور والشائعات حولها طاقاتنا وطاقات من يريد أن يعمل وقد تشل عمل الوزراء وتخلق نوعا من الإحباط لدى القيادات والموظفين وما يعزز ذلك اندفاع البعض وفي رأسه معتقد الحجاج الثقفي إني رأيت رؤوسا قد أينعت وحان الإطاحة بها.. وكأنه داخل إلى معركة بدون أي اعتبارات حقوقية وقانونية ونظامية. ويندفع بعضهم نحو الشركات الاستشارية الاجنبية معتقدا أنها صاحبة الحل السحري.

اليوم بدلا من أن نخلق المزيد من الثقة والشراكة نجد أنفسنا نعزز الاحباط والشائعات والصراعات وبث روح الشعور بعدم الامان الوظيفي والتشكيك في الذمم يفترض ان نتفرغ للهدف الاساسي لأي جهاز تنفيذي وهو تقديم الخدمة بيسر وسهولة وبجودة عالية، وأن نسعد المجتمع ونحقق له الرفاهية والحقوق الأصيلة فالمفاهيم والمعتقدات الخاطئة وغير العقلانية لأي جهاز عندما يعتقد بها أي صاحب قرار او صلاحية فإنها معول هدم وهدر لمقدرات الدولة ولوقت الوطن وللكفاءات ولا يجب ان يسمح بذلك لأنها لا تستند على أسس قانونية أو نظامية، وإذا كان ولابد من فتح الملفات القديمة ففي هذه الحالة يجب ان يحاسب الجميع بدون أستثناءات وتتم مساءلة كل مسئول سابق ومن كان يعمل معه عن كل صغيرة وكبيرة ثم نقيم تلك الأعمال ونضع النقاط على الحروف ليتم تدارك ذلك قبل فوات الأوان، فعندما يمضي الوزير أربع سنوات أو أكثر وهو وزير فهذا لا يعني انه لم يعمل وأن جميع من يرأسهم معدومو الضمير والكفاءة والوطنية، ويجب أن نعلم ان أي وزير يعمل من منظومة عامة هي الحكومة ويتم اجازة أي خطة او مشروع او مبالغ له بعد سلسلة من الموافقات والقناعات وإلا أصبحت العملية فوضى وكأنه لا يوجد دولة وأنظمة وقوانين.

المهم يجب ان لا يلعب المسئول دور البطل او السوبرمان على حساب وطنية وكفاءة ونفسيات الآخرين ويفضل ان يركز في أفضل الطرق والوسائل لزيادة فعالية الوزراء وتنفيذ السياسات العامة للدولة والوزراء فهناك خطط خمسية واستراتيجية ويفضل أن يسعى ليقدم خدمة تليق وتسعد الآخرين وأن يكون التركيز على مثل هذه الأهداف.

اليوم كل وزارة لديها خطط واستراتيجيات.. المطلوب هو تفعيل الموجود والانتقال للناس وتلمس احوالهم وقياس رضاهم على أرض الواقع ووضع معايير تقيس مستوى الخدمة ومؤشرات تنموية وأن يتم اتفاق مع بقية فريق العمل على سياسة واضحة ومحددة تقوم على روح الفريق الواحد بدون اقصاءات.

لدينا الخطط الخمسية والاستراتيجيات والتي أعدتها شركات عالمية للمعتقدين بعقدة الشركات الاجنبية واستلمت عليها مبالغ مبالغا فيها ومع ذلك تم اعتمادها تشريعيا وتنفيذيا فليس منطقيا بعد هذا المشوار ان يسمح بالخروج عنها وابتكار خطط وأفكار جديدة لمجرد التغيير واثبات الوجود وكأننا نقول لأنفسنا إن ما أمضيناه من سنوات وما أنفق على الخطط والاستراتيجيات والأفكار والمشاريع هو عبارة عن لهو ولعب وبعثرة للمال وهذا ما لا يقبله عقل أو منطق ولو أردنا تقييم المشروعات التنموية والتي نفذت بخطة او بدون خطة فأثرها على أرض الواقع، والمملكة اليوم أحد اللاعبين في مجموعة العشرين على سبيل المثال والكثير من المنظمات وما حدث لم يتم مجاملة بل يعني أن هناك اناسا كانوا يعملون حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ببساطة نحن بحاجة للوقت والناس تنتظر المزيد، لذا فلنسخر المزيد من الوقت وأيضا الاموال التي رصدت ونبدأ ببذل المزيد من الجهود على تنفيذ الإرادة الملكية والتي دوما تحث على خدمة الناس والتنمية وإسعاد الناس وأن نبدأ من حيث انتهينا وليس من الصفر.

لمشاهدة المقال من المصدر أضغط على الرابط التالي:
http://www.alyaum.com/article/4046732

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 339


خدمات المحتوى


د.عبد الله الحريري
د.عبد الله الحريري

تقييم
1.00/10 (23 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.