المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
هيئة تقويم التعليم ... مرحلة فارقة في تاريخ التعليم
هيئة تقويم التعليم ... مرحلة فارقة في تاريخ التعليم
09-03-2015 08:32

يوم الأربعاء الموافق للحادي عشر من ذي القعدة للعام الهجري الحالي وبالتحديد الساعة الحادية عشرة وخمس وأربعين دقيقة كانت مرحلة فارقة في تاريخ التعليم في المملكة، بتخريج الدفعة الأولى من أخصائيي تقويم الأداء المدرسي، وتكمن أهمية هذه الخطوة التاريخية في أنها البداية لتأسيس فكر جديد يرفع كفاءة وجودة التعليم ودعم التنمية الاقتصادية من خلال تحسين مخرجات التعليم العام.

اليوم مجرد خروج فكرة تقييم الأداء المدرسي إلى الواقع هي البداية لتقييم العملية التعليمية، والإجابة عن تساؤل هل مخرجات تلك العملية تتناسب وتحقق الأهداف المرسومة للعملية التعليمية وربطها باحتياجات ومتطلبات الوطن؟ وهناك تجارب عالمية ومحلية ففي القطاعات الصحية يتم تقييم واعتماد المنشآت الصحية من الألف إلى الياء، وأيضاً تسجيل وتصنيف المدن الصحية الذي تقوم به الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، والذي كان له الأثر الكبير في جودة الخدمات الصحية ورفع كفاءتها وكفاءة الممارسين الصحيين.

وأعود وأنوه بان عمليات التقويم تساهم في نشر ثقافة التقييم والتطوير، ففي الماضي كان ينصب التقويم على الطالب ولا نعلم مستوى وجودة المقيم، ونتج عن ذلك مخرجات لا تقدم الجديد للمجتمع أو العملية الاقتصادية في البلد، وربما اليوم عند تقييم البيئة المدرسية بجميع مكوناتها نتوصل إلى مواطن الخلل والضعف، والخطط التي تنفذت والتي لم تنفذ وما هي إلا الأسس الإستراتيجية للتعليم في المملكة.

اليوم لا نعرف أين نتيجة بوصلة التعليم بصفة عامة؟ وهل اتجاهات وقيم وثقافة وسلوك ومعرفة المعلم والتفاوت الذي بينهم هو ما يقود العملية التعليمية؟ وبالمقابل نجد مخرجات التعليم التي يقضي فيها الطالب والطالبة ثلث يومهم لا تتناسب مع المحتوى الذي يدرسون، سواء على المستوى السلوكي أو المعرفي وهذا يعطي مؤشرا خطيرا على أن المدرسة كبيئة تعليمية وتربوية لم يكن لها أثر على سلوك وتفكير الطالب والطالبة، مما يجعلنا نسأل أنفسنا عما أنفق من أموال ومقدرات على التعليم وما هي النتيجة؟

أعتقد اليوم ما زلنا نحصد ثقافة معرفية وسلوكية شبه أمية وبدائية مقارنة بالثقافات الأخرى، وهذا ما انعكس بدوره على الكثير من الأدوار والممارسات والمسؤوليات الاجتماعية والشخصية والوطنية، فالكثير من قيم التعايش وقبول الآخر وحقوق الإنسان والمواطنة وسلوكيات التطرف يشوبها الكثير من الشوائب والاختلافات والتباينات، فالكثير من الناس يسمعون من أنظمة المملكة وعلى رأسها النظام الأساسي للحكم وما يحتويه من مبادئ إنسانية وسامية وحضارية، ويعملون عكسه لمجرد خالف تعرف وليس لأنهم خارجون على القانون ولكن لأنهم لم يقرؤوه ويفهموه عبر سنواتهم التعليمية فأصبح هناك انفصام ما بين ما هو مكتوب من قيم ومبادئ وما يمارس على أرض الواقع، وأعتقد أن البيئة التعليمية والتربوية تتحمل الجزء الأكبر من ذلك.

إذاً كيف نقيم ونحاسب ونعرف أين الخلل وما هي خارطة الطريق الصحيحة؟. هذا يتطلب أن نبارك ونتعاضد ونشكر وندعم مثل هذه الأعمال والمبادرات التي تقوم عليها هيئة تقويم التعليم العام.

لمشاهدة المقال من المصدر أضغط على الرابط التالي:
-------------------------------------------------------------
http://www.alyaum.com/article/4087021

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 2098


خدمات المحتوى


د.عبد الله الحريري
د.عبد الله الحريري

تقييم
6.21/10 (72 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.